تفاهمات التهدئة ما زالت هشة وقد تعود الأمور إلى المربع الأول
في الوقت الذي كشفت فيه مصادر سياسية في تل أبيب عن حراك دبلوماسي مكثّف ستشهده القاهرة، تمهيداً لإجراء مفاوضات حول عدة مواضيع بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحركة «حماس»، نشرت مصادر عسكرية معلومات عن قرار قيادة الجيش التأهب لاحتمال انفجار الحرب مجدداً.
وقالت المصادر العسكرية المقربة من الجيش، إن «مواقف (حماس) في المفاوضات التمهيدية تدل على أنهم لا يحسنون قراءة خريطة الحرب الأخيرة، ولذلك ليس مستبعداً أن نعود إلى المربع الأول». وحسب تلك المصادر فإن رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، أصدر تعليماته إلى قادة الألوية، للوقوف على أهبة الاستعداد لاحتمال تجدد الحرب في الجنوب. وقال رئيس حركة «حماس» في غزة يحيى السنوار، في تصريحات صحافية، أمس، إن «التهدئة» التي تم إبرامها مؤخراً مع الجانب الإسرائيلي «هشّة» ولم تتضمن «حل جذور المشكلة».
كانت مصادر سياسية قد تحدثت في الصباح عن مفاوضات جدّية يُجريها المصريون من خلال لقاءات في كل من تل أبيب وغزة ورام الله، وذلك تمهيداً لإجراء مفاوضات مفصّلة حول عدة قضايا أساسية، في مقدمتها تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة وتبادل الأسرى والتوصل إلى اتفاق تهدئة طويل الأمد. وقالت إن مصر دَعَت كلاً من إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحركة «حماس» إلى عقد مباحثات في القاهرة، لضمان وقف إطلاق نار طويل بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل. وأوضحت أن المحادثات تهدف إلى بحث إمكانية التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين حركة «حماس» وإسرائيل.
وقالت المصادر إن جنرالاً مصرياً كان قد وصل إلى تل أبيب يوم الجمعة الماضية، لبحث المبادرة المصرية وعرضها على الجانب الإسرائيلي. واشترطت إسرائيل لاستجابتها للمبادرة المصرية «عقد المباحثات عبر قنوات منفصلة وليس بالتوازي»، بالإضافة إلى ربط التقدم في جهود إعمار غزة بقضية الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في القطاع. وقالت القناة الرسمية «كان 11» إن الإدارة الأميركية التي ستكون شريكة في المحادثات ومشرفة عليها، اتفقت مع القاهرة على أن تتم المحادثات بشكل غير مباشر بين إسرائيل والفلسطينيين، بحيث تتم في المبنى نفسه، إنما في غرف مختلفة، يتنقل بينها الوسيط المصري، على غرار المفاوضات الإسرائيلية - اللبنانية حول الحدود البحرية.
من جهتها، كشفت إذاعة الجيش، أمس (الخميس)، أن وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي، سيتوجه إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة. وتوقعت الإذاعة أن يغادر أشكنازي على رأس وفد إسرائيلي صغير، بعد غد (الأحد). ولكن هذه الزيارة لن تكون بغرض مفاوضة «حماس»، إذ إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يريد أن يفاوض باسمه، رئيس مجلس الأمن القومي في مكتبه مئير بن شبات.
ويجري الحديث عن المفاوضات في إسرائيل وسط أجواء معارضة، إذ إن عائلات الأسرى الإسرائيليين الأربعة لدى «حماس»، تتهم الحكومة بإهمال قضيتهم. وانضمت إليهم أمس رئيسة حزب العمل ميراف ميخائيلي، فهاجمت نتنياهو على ما عدّته «تقوية حماس». وقالت ميخائيلي: «هناك أنباء تفيد بأن مصر تروّج لمفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و(حمـاس) بشأن عودة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين. نتنياهو هنا يفعل مرة أخرى بعكس ما وعد به، ويقوّي بذلك (حماس)، ويسمح لها بالبقاء في الحكم».
هذا ويُتوقع أن يصل أولاً إلى مصر وفد «حماس» الذي يرأسه رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية. ويناقش المصريون مع «حماس» ثلاثة ملفات مهمة: التهدئة، والإعمار، وإنجاز صفقة تبادل أسرى.
وقال يحيى السنوار قائد الحركة في غزة، إن الكرة في الملعب الإسرائيلي فيما يخص التهدئة، مؤكداً أن حركته لن تأخذ «فلساً واحداً» من أموال إعادة إعمار قطاع غزة والعملية الإنسانية. وأشار إلى أن الحركة ستسهّل مهمة إعادة الإعمار في قطاع غزة على الجميع، «وسنحرص على أن تكون العملية شفافة ونزيهة، وستحرص (حماس) على ألا يذهب أي فلس لـ(حماس) أو لـ(القسام)».
وحول صفقة تبادل الأسرى، قال السنوار: «نحن مقتنعون بأنه توجد فرصة الآن لتحريك هذا الموضوع بجدية». لافتاً إلى أن «الحالة السياسية لدى الاحتلال غير مستقرة خلال العامين الماضيين، وهذا ما عطل من إنجاز صفقة تبادل أسرى». وأردف: «الأسرى (الفلسطينيون) لهم منّا العهد والوعد أن نفرج عنهم ليكونوا على موعد مع التحرير».
حراك دبلوماسي
الشرق الاوسط اللندنية تكشف عن مصادر سياسية قولها عن مفاوضات جدّية يُجريها المصريون من خلال لقاءات في كل من تل أبيب وغزة ورام الله، وذلك تمهيداً لإجراء مفاوضات مفصّلة حول عدة قضايا أساسية، في مقدمتها تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة وتبادل الأسرى والتوصل إلى اتفاق تهدئة طويل الأمد.
وكل ذلك من خلال دعوة مصر كلاً من إسرائيل والسلطة الفلسطينية وhamas إلى عقد مباحثات في القاهرة، لضمان وقف إطلاق نار طويل بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل.
وأوضحت أن المحادثات تهدف إلى بحث إمكانية التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد في القطاع
وقالت القناة الرسمية «كان 11» إن الإدارة الأميركية التي ستكون شريكة في المحادثات ومشرفة عليها، اتفقت مع القاهرة على أن تتم المحادثات بشكل غير مباشر بين إسرائيل والفلسطينيين، بحيث تتم في المبنى نفسه، إنما في غرف مختلفة، يتنقل بينها الوسيط المصري، على غرار المفاوضات الإسرائيلية - اللبنانية حول الحدود البحرية.
من جهتها، كشفت إذاعة الجيش، أمس (الخميس)، أن وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي، سيتوجه إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة.
وتوقعت الإذاعة أن يغادر أشكنازي على رأس وفد إسرائيلي صغير، بعد غد (الأحد).،ولكن هذه الزيارة لن تكون بغرض مفاوضة hamas إذ إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يريد أن يفاوض باسمه، رئيس مجلس الأمن القومي في مكتبه مئير بن شبات.
ويجري الحديث عن المفاوضات في إسرائيل وسط أجواء معارضة، إذ إن عائلات الأسرى الإسرائيليين الأربعة تتهم الحكومة بإهمال قضيتهم.
وأضاف ميخائيل ميلشطاين-يديعوت:
إطلاق رشقة الصواريخ نحو القدس، والتي بدأت بها عملية "حارس الأسوار"، كان أكثر بكثير من مجرد خطوة عسكرية مُبادر إليها، كانت خرقا فظا ومحسوبا للهدوء الذي ساد على مدى حوالي عام ونصف في قطاع غزة، وشكل العامود الفقري لما يمكن تسميته "الاستراتيجية الإسرائيلية" في هذه الساحة - لم يقع التصعيد بعد تدهور أمني وضائقة مدنية في القطاع، مثلما كان في حالة حرب "الجرف الصامد" 2014، بل على العكس، فالمواجهة الحالية بدأت بعد تحسن متواصل في الواقع في قطاع غزة، مثل البدء بإصدار تصاريح الخروج للتجار، وتشجيع التصدير من القطاع، وتوسيع مجال الصيد، ومنح مساعدة واسعة للقضاء على "كورونا" - لقد كان بدء حمـاس للمعركة بحجة النشاط "الإسرائيلي" في القدس، يدل على الشكل الذي تنظر فيه الحركة إلى التهدئة: تفاهمات عمومية ومرنة يمكنها أن تخرج منها وتعود إليها متى شاءت وفقا لقراراتها ومصالحها - لذلك نوصي "إسرائيل" بألا تعود إلى التهدئة السابقة، وبدلا من ذلك عليها أن تختبر بديلين الأول بلورة تهدئة جديدة تملي فيها شروطا كانت حتى الآن مرنة تجاهها، وعلى رأسها موضوع الأسرى والمفقودين، والثاني عدم بلورة أي تهدئة أو تفاهمات مع حمـاس وألا نكون مقيدين بأي قيد، وبذلك نبقي حرية العمل التي تسمح بضرب البنى التحتية العسكرية للحركة ولكبار مسؤوليها في كل فرصة.
وعلق ألون بن دافيد - معاريف:
ربما أخطأ السنـوار في تقدير شدة الرد "الإسرائيلي" على إطلاق الصواريخ نحو القدس، لكن على عكس التوقعات الاستخباراتية لا يبدو أنه دمر كيانه، بل كالذي اشتراه بوابل صواريخ واحد - في السنوات الأخيرة أنشأ السنـوار هيكلًا قياديًا هو نوع من نسخة طبق الأصل من النموذج "الإسرائيلي": إنه يمثل رئيس الوزراء وتحته مـروان عيـسى كوزير للدفاع، وهي رتبة سياسية وعسكرية في آن واحد، وتحتهما رئيس هيئة الأركان محمد ضـيـف، مصدر الدافعية والرمز في حمـاس - مظهر السنـوار أيضا يبدو غربيًا مخادعًا: إنه لا يرتدي قبعة أو عمامة لكنه رجل إيـمان ورع لا يقل عن أي رجل دين، عندما أطلق الصواريخ نحو القدس، فهو لا يلعب الشطرنج فقط ضد "إسرائيل" - إنه يتحدث بلغة التاريخ ويشير إلى الصلة بـ -محمد صلى الله عليه وسلم- وصلاح الدين، وبفضل إجادته للغة العبرية، أدرك السنـوار بشكل صحيح فرصة التسجيل كمدافع عن القدس.
إرسال تعليق